الصدمة و الرجوع الى الوراء
كونك وافد جديد على بلد سيضعك في تحد كبير مع محيطك، نفسك و عائلتك.
بعد شهر من الضياع اثر وصولي مونتريال و رغم التخطيط الدقيق الذي وضعته قبل القدوم و في يوم محبط من صباحات حزيران مر بي ذكرى اول يوم التحقت به الجامعة ، ضياع ، حجم كبير من المعلومات ، اناس لا تعرفهم من حولك تشعر انهم افضل منك ، انتابني آنذاك شعور جامح بالانسحاب و العودة الى الوراء و لا اخفيكم اذكر ان عيناي اغرورقت (اكيد صارلكم زمان مو سمعانين هالكلمة) بالدموع في اول محاضرة حيث وجدت اني في المكان غير المناسب و ان قرار دراستي هذا الفرع كان خطأ جسيماً.
هي البدايات هكذا، دوما صعبة و قاسية و عليك ان تتحلى بالصبر و الشجاعة و الكثير من القوة حتى تنبت في أرض مختلفة تماما عن الأرض التي زرعت فيها سابقا.
كذلك ستشعر في ايامك و قد أقول اشهرك الأولى في كندا، بوحدة و مصير مجهول و بيروقراطية (إلى حد ما) و تغيير جذري في حياتك سيجعلك تفكر بالانسحاب و قد تشعر بالندم على اتخاذ هذه الخطوة.
في هذه المرحلة عليك ان تستفيد من الخاصية التي جعلت الإنسان احد الكائنات القليلة القادرة على البقاء و هي التكيف . فالذي جعلك قادر على التكيف و الانسجام سابقا هو الذي سيجعلك قادر على التكيف الآن، حاول أن تدخل في نظام الحياة الكندي و لا تحاول بأي شكل من الأشكال فرض اسلوب حياتك عليه لتصبح الأمور سهلة.
تذكر عندما تمر بذلك كلامي الآن و تذكر أن عليك أن تقاتل و تصبر و تتحمل هذا التغيير الذي قد يمتد لعام كامل حتى تستطيع الانسجام مع الحياة الجديدة .
تعلم و ادرس و استثمر في نفسك فهذا أهم ما تقدمه لك هذه الدولة ، امسك مصاريفك قدر المستطاع و قوي لغتك ووسع معارفك لانها ستكون دعامتك الأساسية في حياتك الجديدة ، لا تنفصل عن أبناء دينك او جلدتك بل بالعكس لاتستمع لمن يقل لك أبعد عن العرب فما لمست منهم إلا كل خير ، واجه تغيرات الظروف المحيطة باولادك بتغيير معايير علاقتك بهم.
من اجمل ما سمعته هو تعليق سيدة مسنة عن الحياة في كندا قولها انك ستكره هذا البلد في الأشهر الست الأولى و من ثم ستعتاد عليه في الستة أشهر التالية و اخيرا ستقرر انك لن تتركه في الستة الأشهر اللاحقة.
عندما تمر بظروف صعبة في البدايات تذكر دوما ان هذا الوقت سيمضي.
تعليقات
إرسال تعليق